حبر

Monday, November 27, 2006

نظرات عويناتي

كلمات صدقا وبعدها عبارات كذبا.. ضحكة صفراء.. ونظرة حمقاء.. وبعدها، وبعدها يبدأ الشقاء.. ويبيت الاحمق ليلته يظن انه قد امسك النجوم وناطح السحاب، فلما سألها الهمته الجواب ولما احبها عاندته وأذاقته بأس الشراب.

كان يتأمل في محياها الجميل ويغوص في تفاصيل دهاليز ضحكاتها ووجنتيها الرقيقة العطرة وحركات فمها وتموجات الهواء التي تراقصت حول شعرها وصنعت منه صورة أبهى من صورة البحر في ليلة قمرية ناصعة الصفاء.. لكنها أيقظته بكلماتها الباهتة التائهة ايقظته ككل مرة تفعلها، داعبها فصدته راوغ وحاول أن يثنيها لعلها تدرك أنها لحظة الحب التي لا تعوض.. لكنها في تلك المرة كانت الأخيرة رغم أنفه وأنفها ورغم كل شيء لأنه القوي الذي لا يمكن أن ينصهر لأنه القسط
والميقات والحد والسيف والأقوى من البشر.. لأنه القدر.

*************
نظر حوله نظرة زائغة وأبعد عينيه عنهما للحظات.. عابث عيوناته وأتهمها بالغش والخداع وصارع أفكاره واتهمها بالهلوثة والجنون وغدت شخوصه تتحدث في أحشائه.. نعم قد تكوني أنت الكاذبة قد أغيرك قد أمحوك من حياتي قد أحطمك تحت أقدامي وأعلم أنني بعدها لن أرى لكن أرجوك لا تقولي أنها هي..
*************

لكنها هي ولا يمكن أن تكون غيرها فالهمس أعرفه والضحك والصمت وكل تلك الحركات أدركها.. أليست تلك يدها التي لطالما غزلت ونسجت في أحضاني يدي بأرق سيقان الورود "بحبك" أليست تلك عيناها التي رسمت لي في مخيلتها أفضل صورة زيتية كانت تتمنى أن تحلم بها.

الآن أفقت ولكن بعد طول غفوة غابت عني فيها صورة الكون الدميم، لكن أستحلفتك بالله لا تغضبي.. لا تحزني.. ولا تشتكي فلن أتخلى عنك ولن أغادر أحضان يديك الحديديتن، سامحيني فلن أقولها حتى في نفسي مرة أخرى.. وسأظل أداعبك على أنفي وأضعك تحت رموشي وأنظفك بمنديلك الناعم.. فأنت عندي أبقى من ذلك الكون القبيح يا عيوناتي.